الملاحظات الافتتاحية التي أدلى بها المدير العام لمنظمة الصحة العالمية في الحوار الاستراتيجي "كوكب صحي، مستقبل صحي – متحدون من أجل أجيال خالية من التبغ" في 17 تشرين الثاني/ نوفمبر 2025

الدورة الحادية عشرة لمؤتمر الأطراف في اتفاقية منظمة الصحة العالمية الإطارية بشأن مكافحة التبغ

17 تشرين الثاني/نوفمبر 2025

 

 

معالي نائب رئيس الوزراء فرانك فاندنبروك،

معالي الوزيرة كريستينا لوستمبرغ،

الدكتور عثمان أحمد مشتاق، كاتب الدولة في وزارة الصحة في النرويج،

الدكتورة رينا روا، رئيسة مؤتمر الأطراف،

السيد أندرو بلاك، رئيس الأمانة بالنيابة - وأضم صوتي إلى أندرو في توجيه الشكر إلى أدريانا على دورها القيادي،

الزميلات والزملاء والصديقات والأصدقاء الأعزاء،

يفتك التبغ بأكثر من 7 ملايين شخص سنوياً.

لقد اعتدنا على قول ذلك لدرجة أن الأمر لم يعد يُصدمنا. ولكن ينبغي أن نشعر حقاً بالصدمة إزاء ذلك.

هناك سبعة ملايين شخص يُبادون سنوياً، وهو ما يعادل عدد سكان هونغ كونغ أو كوالالمبور أو الرياض أو بغداد أو سانتياغو أو مدريد تقريبًا.

لو كان التبغ فيروسًا، لسمّيناه جائحة.

ولكان الباحثون يتسابقون على إيجاد لقاحات مضادة له.

ولبذلت الحكومات ومؤسسات الصحة العامة قصارى جهدها للحيلولة دون انتشاره، وحماية الأفراد منه، والتخفيف من حدة آثاره الاقتصادية والاجتماعية والبيئية.

بيد أن التبغ صناعة تبلغ قيمتها مليارات الدولارات، وتحظى بدعم المستثمرين ويدافع عنها جيشٌ من أفراد جماعات الضغط.

وتشكل اتفاقية المنظمة الإطارية بشأن مكافحة التبغ أفضل وسيلة دفاع في العالم ضد هذا التهديد الصحي غير المسبوق. وقد ثبتت فعاليتها.

فمنذ دخول اتفاقية المنظمة الإطارية حيز النفاذ قبل عشرين عامًا، انخفضت معدلات تعاطي التبغ في العالم بمقدار الثُلث.

ويتمتع اليوم أكثر من 6,1 مليار شخص، أي ما يعادل ثلاثة أرباع سكان العالم، بالحماية من التبغ بفضل تدبير واحد على الأقل من التدابير الست لمكافحة التبغ (MPOWER) التي أقرّتها المنظمة مقارنةً بعددهم في عام 2007 والذي لم يتجاوز مليار شخص.

وبينما تتناقص معدلات تعاطي التبغ في العالم، لا يزال هناك 1,2 مليار شخص يتعاطونه، وهو ما يعادل شخصاً واحدًا من كل خمسة أشخاص بالغين.

وتواصل دوائر صناعة التبغ استحداث منتجات جديدة لجذب عملاء جدد وتحقيق الربح من الإدمان والمرض والموت.

ومشكلة صناعة التبغ هي أنها تواصل قتل عملائها، وبالتالي فإنها بحاجة إلى استقطاب عملاء جُدد.

وقد أصبحت المدارس الساحة الجديدة للمعركة، حيث تسعى شركات التبغ إلى استقطاب المراهقين بألوان زاهية ونكهات حلوة وبالاستعانة بمؤثرين على مواقع التواصل الاجتماعي.

إن استهداف الأطفال بمنتجات سامة ومسبِّبة للإدمان لا يحدّ من الضرر، بل ينتجه.

وتقع علينا جميعًا - كآباء وأمهات ومعلمين وناشطين ومشرّعين وحكومات ومجتمع مدني - مسؤولية حماية أطفالنا من هذه الهجمات.

وفي مواجهة هذه التهديدات، لا تزال الاتفاقية تكتسي نفس القدر من الأهمية من أي وقت مضى.

ويجب أن نواصل الدعوة إلى تنفيذها على نحو عاجل وسريع.

كما يجب أن نواصل توخّي الحذر من دوائر صناعة التبغ وأساليبها، لا سيما تلك التي تهدف إلى التسلل إلى اجتماع مؤتمر الأطراف هذا وتقويضه. 

وأؤكد لكم التزامي الشخصي بتسخير كامل أحكام الاتفاقية لحماية الصحة من آفة التبغ.

وقبل أن أختتم كلمتي، أود أن أتقدم إليكم بثلاثة طلبات رئيسية: 

 

أولاً، نحث جميع الدول الأعضاء التي لم تنضم بعد إلى الاتفاقية على التصديق عليها.  

ثانيًا، نحث جميع الأطراف على مواصلة العمل على تنفيذ جميع تدخلات مجموعة السياسات الست على مستوى أفضل الممارسات بالنسبة لجميع منتجات التبغ والنيكوتين.

 

ثالثًا، نحث جميع الأطراف على توخّي الحذر من دوائر صناعة التبغ لأن الدافع الوحيد الذي يحركها هو حماية الأرباح وليس الأفراد.

شكرًا لكم جميعًا على التزامكم المستمر باتفاقية المنظمة الإطارية وبتنفيذها.

إن كل حالة وفاة ناجمة عن تعاطي التبغ هي حالة يمكن توقّيها. ولدينا الأدوات اللازمة لحماية الأفراد الآن والأجيال القادمة. فلنستخدمها.

شكراً لكم.